CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

الأربعاء، 24 يونيو 2009

شيخوخة الافكار ..

كنت قررت قبل سفري انني ساتوقف عن الكتابة لحين عودتي الى بلدتي الحبيبة ، ولكن مجموعة المشاهدات مع بعض القراءات التي تمت في اثناء هذه الرحلة دعتني الى الكتابه  :

دائما مانسمع في داخل الجماعات والحركات والمؤسسات التي تقوم على الفكر  ان الشباب يتذمرون من القيادة التي شاخت بانها لاتستمع الى الافكار الجديدة ولاتبدي اي اهتمام لهذه الافكار بل قد تصل فيهم الدرجة الى التسفيه بهذه الافكار والتي قد يكونون قد حملوا مثلها عندما كانوا في نفس اعمارهم تقريبا .

ولكن المشكلة تكمن في العمر فالانسان عندما يتقدم في السن تفقد عضلاته ومفاصله واوتاره مرونتها وفي نفس الوقت تبدأ مرونته لتقبل الافكار الجديدة والتغيير تقل ايضا .

١- تذكرت عندما اشترى لي والدي حفظه الله اول لعبه من العاب الفيديو وكيف كانت سعادتي فيها وكيف كنت استيقظ من النوم مبكرا جدا من اجل اللعب فيها فقط وبل قد تصل الى درجة ان تضعها معك في الفراش في اوقات النوم ، ولكنك تجد من هم اكبر منك سنا يتعجبون من طريقتك ويحاولون منعك من هذا الشيء ، ودائما تتذكر الشيء الذي يحدث اول مره وتنسى باقي الاحداث مع ان الحدث الذي حدث لاول مره قد يكون ممتد الى سنين قديمة جدا.

٢- في اول ايام حصولك على رخصة القيادة والسياره ، تتمنى ان يكون لديك (مشاوير الدنيا والدين ) فقط من اجل ان تقضي اكثر فترة ممكنه بالسياره وتتمنى المرور على كل نقطة من نقاط التفتيش ، ولكن مع مرور الوقت تبدأ بالملل من هذه الامور .

وهذا الامر ينطبق على كل الامور في الحياة تقريبا فكل شيء في بدايته يكون رائع وممتع ولكنه بعد فترة يصبح عادي او قد يصل الى درجة الممل ومن هذه الامور خبرات الحياة ففي بداية العمر يكون  الشاب شغوف الى المزيد من الخبرات والتغييرات ولكن بعد فترة من العمر ورصيد من الخبرات يبدا الانسان يحس انه لايوجد شيء جديد .

وقد صدق الشاعر حين قال :

سئمت تكاليف الحياة  ومن يعش

ثمانين حولا لاابا لك يسأم

فغالبا كل شخص يبلغ من العمر عتيا يجد ان كل شيء اصبح روتيني ولاتوجد خبرات جديدة ممكن ان تضاف الى رصيده من الخبرات وان الحياة هي هكذا ولايجب ان تتغير .

لذلك نجد المؤسسات التي تقوم على الفكر يصيبها مثل هذا الجمود وذلك بحكم ان قيادات هذه المؤسسات (غالبا ) اصابهم تشبع الخبرات وهذا الشيء لاينقص من مكانتهم فهذا هو الامر الطبيعي الذي يحدث لغالب الناس .


وماالحل إذن : 

قد يكون الحل هو كلام بديهي او قد يقول البعض بان هذا هو كلام مثالي ولكني آرى ان الحل يكمن في ان تنصاع القيادات الى تطعيم مجالسها ببعض الشباب اصحاب الخبرات والتجارب الذين يحققون التوازن المطلوب بين الخبرة الطويلة والحكمه مع الطموح والتقدم .اما بالنسبة للمتقدمين بالسن فعليهم اولا ان يتذكروا دائما ان هذه المؤسسة يتبعها مجموعة من الاشخاص وانهم في مكان المسؤولية ويجب عليهم ان يقوموا بادوارهم على اكمل وجه وان احسوا بانهم يقومون بعمل روتيني ان يتركوا المجال لغيرهم من الطاقات التي تتمنى ان تكون في مكانهم من اجل التقدم بهذه المؤسسة بشكل افضل .

ثانيا عليهم الجلوس مع الشباب وذلك لان على كبار السن مسؤولية نقل خبراتهم وتجاربهم الى من هم اصغر منهم سنا  كما ان الجلوس مع الشباب يعطي الدافع ويغرس في الشخص الروح الشابة المتطلعة الى التجديد والابتكار .


هذا والله اعلم 

جزء من فكرة المقالة مقتبس من مقال للدكتور عبدالكريم بكار حفظه الله .


كتبت في الطياره بين ميامي ونيويورك بتاريخ ١٦-٦-٢٠٠٩