CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

كلمات في وداع عمر وإستقبال بدر ..!!


كلماتنا في الحب تقتل حبنا ان الحروف تموت حين تقال .. اعلم اني لست من المتمكنين من ضبط مشاعرهم على الاقل كتابيا فليس هو المربع الذي اتقن فنه ولست ماهرا فيه فقد تركته للقلم يطرد خلف ما تبقى من كلمات
.. كم توقفت عند تلك العبارة التي تقول <في الحياة .. هناك لقاء وهناك وداع> كم أطرقت لها إطراقه المؤمن المدرك لهذه الحقيقة .. فكرة ان تحمل القلم وتسكب على الورقه مشاعرك لهو امر صعب لكن ان تخط بها مشاعر متضاربه في نفس الوقت لعمري انها مسئلة لتنوء بالعصبة اولي القوة فكيف بربك يستطيع شخص ما ان يحمل مشاعر متناقضه بين جنبيه ..بدر الحفيد الاول للعائلة والذي تربطني به قرابه دم واسم ونسب وسيف ولا شأن لهذا المسكين سوى انه جاء في وقت بدل الضائع حيث مشاعر الوداع متقدمه بل طاغيه على ملعب الحياة ..مااختلط علي فعلا هو .. هل اتجاهل مشاعري تلك .. هل افرح واحزن في نفس الوقت ام اتقاسم اليوم بين فرح وحزن أم أقدم السرور على الحزن متعللا بأن امر المؤمن كله خير مستحضرا نصوص القضاء والقدر ..ام اتجاهل كل تلك المشاعر واعيش في اللاشيء .. لست ممن يقدسون التواريخ أو الاشخاص ولست ممن يحبذون قلب المواجع أو أن أبدوا كنائحة قد استأجرت للتو كي تمارس نفاقها المشاعري فلا هذا اردت ولا لهذا ارمي انما والله إنه من الغبن يوم أن يموت أخوك وأنت تنوي أن تفاتحه بكثير من المشاعر والأحاسيس فيموت فجأة فتضيع الحسبة من بين يديك .. إن فلسفة الرثاء تكمن في أنها تظهر مناقب الإنسان المتوفي فهي تخفف عن من يرثي لوعه الفراق ، وهي عمليه قد تطال لحظات الحزن حين وقوعه او بعد وقوعه بفتره غير محدده ؛ وهي أيضا تمارس ضد الاشياء التي تفقد قوة إعادتها إلى الحياة أو الوجود، غايتها تحويل ذكراها إلى نسيان مخلد في الذاكرة الإنسانية، حيث يتم به تفريق غيابه على جدول المسيرة الزمنية الحيَّة ، ولا يتمُّ ذلك إلاّ بتحويله من الفؤاد المفطور إلى العقل المتسع والمالك لآلية النظر والبصر

.. فلسفة العلاقات .. ماكان لله دام واتصل وماكان لغيره انقطع وانفصل ..عمرمازلت احتفظ بمسجك الاخير هذا والذي وردني على هاتفي قبل وفاتك بأيام
كما اني لا انسى اخر مكالمة كانت بيننا والتي كانت تفصل عالمنا عن عالمك بساعات معدوده كم اضحكتني ساعتها وكم ابكيتني بعدها ساعات طوال ..

قد اكون ممن يؤثرون الصمت في تلك الظروف حتى ما إن يخرج الامر من يدي فتخرج تلك المشاعر بأصدق حالاتها وأكثرها توهجا .. لاشك ان الطمأنينه تتملكني وانا اخط بقلمي ماتبقى من ذكرى عمر فليس على مثله أحزن حزن من مات على سوء طوية إنما هو والله مااجده من لوعة الفراق وصبابة المحب و بقايا من الوفاء ألملمها من شعث نفسي .. عمر كيف تريد ان ارثيك فأنت سيد تلك اللحظات الحرجة هل ارثي حالي ام ارثي المساكين ممن فقدوك ام ارثي البسطاء الذين لم يجدو بيننا قلبا رحيما ولايد حانية تربت على اكتافهم او تقاسمهم الآمهم أو لقمة العيش سواك.. هل تريد ان ارثي المحراب ام المسجد أم المنبر أم المصحف أم المعتكف الذي اعرف جيدا ماذا تعني تلك المفردات في قاموسك الدعوي .. لم اعرف ماتعنيه ياعمر كلمة فراق عزيز ولا اعرف ماذا يعني ان تفقد عزيز فجأة ؟ الا بعد ان ودعت دنيانا فجأة .. فجأة ! وبكل ماتحمله الكلمة من معنى .. عمر كان كالملاك في نقاءه وطهارته .. لا تكاد تتذكر إسائته لإحد أو صده عن احد قد أحتاجه او انه استنصره فلم ينصره ظالما او مظلوما ..عمر قد كنت خير من يمثل ركاز في الحملة الثانية وخير من يمثل الاخلاق فلم تنقطع الحملة والحمدلله فهم من نجاح الى اخر فهنيئا لك ان كنت من صانعي ركائزها في يوما من الايام .. عمر كنت دائما حاظر عندما يستوجب الحظور ..كنت دائما سيد تلك المواقف فعند اشتداد الازمات حاضر وعند احلك الظروف حاضر وعند الضحكة حاضر وعند الدمعة حاضر وعند الموعظة .. إن الحروف تموت حين تقال ياعمر .... اللهم انس وحشته واعلي مكانته واجمعني به في الجنة ..

اعتقد بما ادين الله به اننا سنرجع الى ربنا يوما ما واننا سنراك واقعا حيا في الجنة ان شاء جلت قدرته فلا ارجوا منه إلا ان اراك انت وعبدالله حسن هناك مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا والله ماكتبت جزعا او تأففا معاذ الله بل كتبت نزولا عند قوله تعالى الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين احسبها شهاده خرجت من قلب صادق يؤمن بربه ويحسن الظن فيه عساها أن تكون شفيعا لي ولكم .. إلى ان أراكم سأظل في شوق يحدوني اليكم كلما هبت رياحه .. بلى أنا مشتاق وعندي لوعة ولكن مثلي لايذاع له سر ..

لا اجد ماارثيك به فعلا فالكلمات تهرب مني على استحياء لعدم قدرتها على وصف تلك المشاعر الطاغية التي قد تعبر لك عن احساسها فلا هي اوفت بحقك ولا هي تركتني أكتبها لأجسد تلك المشاعر وانى لها ذلك وهي تعلم انه مامن شيء قد يوصف مااشعر به .. فقد بلغ الامر الى حد لايمكن للوصف ان يمر سوى ان يغرق في الصمت

رحل الصباح
وتفجرت شمس الجراح
والحب راح فارحل هنيئا , ضاحكا مستبشرا
ولتدع لقلوبنا نحن النواح

اخيرا .. بدر اعذرني لم اجد ماابوح لك به من مشاعري سوى انني اتمنى ان اكون عما بكل ماتحمله الكلمة من معنى فانت ضيف جديد قد شرفتنا قبل ايام معدوده و لست أشعر إلا انك بضعه مني مع اني لم اراك إلى الان فلا املك الان سوى ان ارجع سالما مستبشرا بك وفخور بأن اراك طفلا تكبر امام اعيننا شيئا فشيئا .. ينتظرك مستقبلا طويل وامه قد تعول عليك امالها فلا تدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي ارض تموت
حفظك الرحمن وجعلك قرة عين لوالديك ولأجدادك ..

ها انا اكتب شيء مما تعارف الناس على انه يسمونه رثاء .. ها انا ارثيك بعد رحيلك بأربع سنوات من الصمت .. هل ستكون تلك المشاعر مسجلة على مستوى الذاكرة الانسانية ?! لايهم يكفي انك حاضر


محمد بدر بوهندي
15-6-2010
الشارقة

-------------------

مقال في رثاء عمر خالد الكندري الذي وافته المنية قبل 4 سنوات بحادث سيارة ..اكتبه كما ارسله لي صاحب المقال ..