CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

السبت، 4 يونيو 2011

ملاحظات اوربية ..!!

قبل شهر عدت من اجازتي السنوية ، وكانت في اوربا ، وسجلت خلالها جزء من الملاحظات والدروس لعل يكون فيها عبرة ، وعلى فكرة فهي غير مرتبة بشكل مقال ، وانما ملاحظات سجلها القلب لعل الله ينفعني بها واياكم

-1-

للسنه الثالثه على التوالي تبدأ اجازتي بالمشاركة بمؤتمر اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا .. وكنت ذكرت سابقا ملاحظاتي حول هذا المؤتمر .. الا انني في هذه السنه كنت متحمس بشدة للمشاركة والسبب بالطبع يعود لكوني ارغب

بشدة لسماع انطباعات واراء المسلمين هناك حول الثورات ، واخص بالذكر الاخوة التوانسة والمصريين ، ومشاركة اخواننا السوريين والليبيين واليمنيين-ان وجدوا – احداث ثورتهم ..

رايت احد الشباب السوريين المتحمسين جدا لثورتهم مابين صياغة بيانات او كتابة بالتويتر او محاولة تحريك الناس للتظاهر في هذا المكان ، سالته – وانا اعرفه من قبل – لما هذا الحماس الزائد وانت بعيد جدا عن وطنك ، بل انت لم ترى هذا البلد ولا للحظة ؟ اجابته كانت معبرة –وقد تكون ساخرة مني - :صحيح انني لااعلم ان كنت ساستقر انا وزوجتي هنا في فرنسا ام سنعود الى سوريا بعد انتهاء دراستنا الجامعة ، ولكن تصور فقط ان بعد انتهاء الثورة ساكون مساهم ولو مساهمة بسيطة جدا جدا في تحرير بلدي وانتقاله الى وضع افضل ، انت كويتي وتعرف معنى الحرية ، وهذا الشيء الذي ارغب ان يعرفه كل السوريين ..

-2-

كنت ولازلت اعتقد بان التقدم والسيادة مرتبطين بشكل طردي بالاهتمام بالكتاب والمعرفة ،وعند التجول في شوارع باريس الرئيسية –وعلى الاخص الشانزليزية- وجدت ان النسبة الاكبر من اعلانات الشوارع هي اعلانات عن كتب جديدة ، وعند انتقالي الى مدينة مدريد وجدت اهتمام غريب جدا جدا بالكتاب،اهتمامهم بالكتاب كان لدرجة ان المحلات المشهورة بالازياء او العطورات تضع ركن خاص للكتب ،وتستطيع اي دار نشر ان تستغل هذه المساحة لتسويق كتابها الجدد عن طريق ابرازهم اعلاميا عن طريق مقابلات تلفزيونية او حوارات، وبالتاكيد فان هناك منصات لتوقيع الكتب ، وعند البحث والسؤال تبين لي انهم كانوا يحتفلون باسبوع الكتاب ، ومن ضمن هذه الفعاليات ايضا كان هناك مجموعة من الرفوف موضوعه في –الجران فيا – وهي الساحة الرئيسية في مدريد بامكانك ان تستاجرها وتضع فيها كتبك الخاصة ان كنت ترغب في بيعها او تاجيرها .

ومن نافل القول ان اخبركم عن كيفية استغلالهم لاوقات الانتظار سواء مترو ،باص ، طائرة .. فهي مابين ايبود او كتاب او جريدة ، شعوب مثقفة ، تستحق ان تسود .

-3-

لم ازر –الاندلس- من قبل ، وكان رايي حول جزء كبير من مكوناتها بانها وصمة عار وتاريخ مخزي بالنسبة لنا كمسلمين ، فهذا الترف الذي كانوا يعيشون به ، وقتل الرجل لاخوه والولد لابيه ، واستنجاد المسلم بالكافر لقتل اخية المسلم ، هذه بلاشك اشياء لا افتخر بها ابدا ، وقد شاء ربي ان ازور هذه البقعة من الارض خلال زيارتي الاخيرة برفقة استاذي ومعلمي د.نذير حكيم ، بداناها بمدينة غرناطة وقصر الحمراء ، باختصار القصر عبارة عن تحفة معمارية في زمننا الحالي فاذا علمت انه تم بنيانه قبل مايقارب ال800 سنة سيكون شيء لايمكن وصفة ، واثناء تجولي هناك انتابتني مجموعة من المشاعر المتناقضة ، فخر وانتماء وعدم رضى ، حضارة عظيمة ترف واسراف ، والنتيجة كانت الزوال ..تبا لكل من ساهم بزوالها .. محطتنا الخيرة كانت مدينة قرطبة وجامعها الكبير –المحطة المتوسطة كانت اشبيلية – دخلت جامع قرطبة –وللعلم فان اسمه الى الان هو جامع قرطبة ولم يغيروا الاسم الى كاتدرائية – اقول بانني دخلت الجامع وعند البوابة اخذت ورقة بها معلومات عن المكان باللغة العربية وكانت اول جملة قراتها –بعد الانتصار على الغزاة العرب- بدأت اشعر بغصة ولكنني تقبلتها ووضعت الورقة جانبا ..

ان كان قصر الحمراء تحفة معمارية فان جامع قرطبة شيء يفوق التحفة بمراحل باقواسة الاندلسية الحمراء وبواباته الواسعة وكنت اسير بداخله مبهور جدا من روعة التصميم ،وروعة محرابة واثناء تجولنا انتقلنا الى غرفة تم –اقحامها كجزء من الكاتدرائية- في المسجد وهي الغرفة التي يجتمع بها القساوسة والرهبان ، وكانت مليئة بالتماثيل والصلبان بشكل يسيء جدا للعمارة وتعطي شكل قبيح جدا ، في الحقيقة لم اتمالك نفسي من دخول هذه الغرفة فخرجت اتامل في المحراب الى ان ينتهي الدكتور من التجول داخل الغرفة واثناء وقوفي امام المحراب جاءني حارس الامن في –المسجد- وطلب مني ان انزع القبعة التي ارتديها –احتراما للكاتدرائية- قلت لنفسي لم تحترمونا باقحامكم لهذا العدد من التماثيل والصلبان داخل المسجد وتطلبون منا ان نحترم كاتدرائيتكم ، في الحقيقة لم اتمالك نفسي وقتها واخذتني العبرة وبكيت ، وصدف خروج الدكتور بنفس الوقت فسالني لماذا البكاء ، قلت (هذا المكان مو مكانهم ، هذا مكانا ، بس احنا نستاهل اللي يصير فينا احنا اللي ضيعناه )

قرطبة في فترة حكم الاندلس كان بها عدد مدارس ومساجد يفوق اغلب المدن الحالية ، قرطبة بها علم وثقافة واختراعات ، قرطبة قطعة من الارض اشعر بالاسى والاسف انها ضاعت منا نحن المسلمين .

من العلامات المضيئة في قرطبة هذه الايام هي الاخت سلمى الفاروقي زوجة المفكر الفرنسي روجية جارودي ، فماقامت به من جهود من اجل ابراز الصورة الحقيقية للاسلام في مدينة قرطبة من متاحف ومكتبات هي وزوجها –شافاه الله- شيء رائع ويرفع الراس .

هذا هو الجزء الاول من الملاحظات .. هناك الجزء الثاني من الملاحظات اتمنى ان يرى النور قريبا ولايظل حبيس القلب ..

تحياتي واشواق الحارة لكم