احنا + هم < كلنا

مقدمه لابد منها :من نعم الله سبحانه وتعالى علينا ان رزقنا بالعقل .. ومن نعمه كذلك أن جعل عقولنا مختلفه .. ونتيجه لهذا الاختلاف في العقول والتفكير تختلف الافكار والايدولوجيات التي نتبناها ..ومن هذا الاختلاف ينتج التنوع والتعدد في التيارات والاحزاب . 

ليش دائما نسمع كلمة هم واحنا .. وقالوا وردينا عليهم ..  وليش دايما الاسلاميين يرفضون أي شي ليبرالي والعكس ..وليش الشيعي مايرضى يقعد مع السني هم والعكس .. حتى انها توصل في مرحلة ان القدساوي مايتمنى لاعب العربي يقول قول حق المنتخب ..  ؟ 

انا اتوقع ان المشكلة هي في الصناديق التي وضعناها لانفسنا .. فاصبحت كل مجموعه داخل صندوق ولايهمها الا مصلحتها فقط .. كما انها ترى ان أي شيء خارج هذا الصندوق يعتبر مخالف تماما لها .. واصبحت مقولة انا ومن بعدي الطوفان هي المقوله السائده ..!

مشكلة ثانية .. هي تقييمنا للكلام اللي نسمعه من الاشخاص (اللي مو داخل صندوقنا ) دايما ناخذ ان هالكلام غلط ولازم نحاربه .. لايهمك من القائل بل ركز على القول وصحته .. وهذه المشكله تسبب لنا ركود في الفكر .. فكل فكر داخلي لايقبل ان يسمع أي فكر خارج عنه ستبقى افكاره محدوده وفي اطار واحد ..

ولنا في صحابة رسول الله خير اسوة .. فقد تعلم ابوهريره رضي الله عنه من الشيطان ..كما ان فكرة الخندق في غزوة الاحزاب كانت من افكار الفرس .. كما اننا ناخذ العلوم الطبيعيه من الاوربيين والامريكان .. فلماذا لانستمع الى كلام ابناء وطننا ( المسلمين ) ..

المشكلة الثالثه .. هي في انعدام الحوار كثقافه بين افراد المجتمع .. فتشوف الياهل في البيت من يبكي شوي زفوه وقالوا له اسكت ، بعدها يكبر شوي بالمدرسه يتعلم ان مايسال بعدها يدش في تيار وتكون التغذية من فوق الى تحت ومافي تغذية عكسية .. إلى أن يوصل الجامعه ويدش بالعمل النقابي اللي حده يعلمك ان مايصير عندك حوار .. وبعدها بالوظيفيه مديره يقوله سو ولاتسوي ، وهكذا دواليك .. فشلون تبونه يصير عنده ثقافة حوار وتقبل الآخر .. وهو ماتعلم هالشي من الاساس او في أي مرحلة من مراحل حياته .. ومثل مايقولون فاقد الشيء لايعطيه  !

اكثر مااستاء منه هو ان يفرض احدهم علينا فكره – مايسمى بالارهاب الفكري – وهذا مانراه يحدث داخل التنظيمات والتيارات والاحزاب .. حيث ترى ان اصحاب القرار في التيار الليبرالي مثلا يمنعون الاعضاء من مشاركة الاسلاميين في برامجهم او السلفيين يحاربون برامج الاخوان وبالعكس .. ( وهذا لايعني اني ضد الاحزاب والتيارات ، ولكني ضد فرض الوصايه ومنع سماع الافكار الاخرى المخالفه للحزب ) .. وهذا يجعل الاعضاء نسخه طبق الاصل ولايوجد فيها أي تجديد .. كما ان الاعضاء سيظلون ضعفاء فكريا وذلك لعدم مناقشتهم لاي راي يخالف آراءهم .. 

أعتقد بان حل هذه المشكلة يكمن في عدة امور اذكر منها .. 

1-فهم جميع الاطراف بان هناك طرف آخر موجود بالساحه له رايه وانصاره المعتبرين .

2-اقتناعنا باهمية الحوار والسماع للاطراف الأخرى .. فكما انك تحب ان يسمع الآخرين رايك فاحرص أنت على سماع آراءهم .

3-نحتاج في بعض المراحل ان نكون منصفين فنقول عن الفكر الصائب والقول السديد انه صائب وسديد .. ايا كان القائل .

4-تربية الافراد المنظمين الى أي تيار بسماع جميع الاراء ، وتكون اما عن طريق احضار ممثلين للتيارات الاخرى في انشطتهم او مشاركتهم في برامجهم . 

5- زرع مفهوم وثقافة الحوار 

ومثل ماكتبت بالعنوان ان احنا +هم آصغر من كلنا .. :)

وختاما حكمة الاسبوع : من يبني آماله على الاوهام سيجدها تتحقق في الاحلام ..